بسم الله الرحمن الرحيم
المنتخب من آيات الظلال في القرآن
عبدالقادر شحرور
مقدمة :
جاء في كتب التفسير أن الظّل هو عتمة الفجر حتى طلوع الشمس ، أما الظّل بمعناه العام فهو يشمل الخيال الناتج عن الشخص أو الشاخص في اتجاه سقوط أشعة الشمس .
ويختلف طول الظّل تبعا لزاوية سقوط الشمس ، فإذا كانت الشمس عمودية على رأس الشخص فإن الظّل يلبس الجسم ولا يظهر له أي ظل ويمكن رؤية ذلك بوضوح عند خط الاستواء في 21 آذار و22 أيلول إذ تكون الشمس عمودية على رأس الشخص فلا يظهر له أي ظل بل يقال في الاصطلاح العلمي أن الظّل قد لبس الشخص نفسه ويكون ذلك في وقت الظهيرة .
ويعتبر علمياً الليل الذي نراه في نصف الكرة الأرضية ما هو إلا ظل وجه الأرض المقابل للشمس على نصف الأرض البعيد عن الشمس ، ولننتبه إلى ما جاء في سورة الفرقان في الآيتين 45 و46 .
(أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ) (45) (ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) (46) .
معنى الظل ؟ (2)
ومعنى قولهم : آخرُ وقت الظهر : أي إذا صار ظِلُّ كل شيء مثله .
هذا مما رأيت بعض الجاهلين يتكلم فيه بأباطيل في الفرق بين الظل والفيء , والصواب ما ذكره الإمام النووي أبو زكريا يحيى بن شرف في (( تهذيب الأسماء واللغات )) عن الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة, قال : يذهبون – يعني : العوامَّ – إلى أن الظل والفيء بمعنىً , وليس كذلك , بل الظل يكون غُدوة ً وعشية ً , ومن أول النهار إلى آخره , ومعنى الظل : الستر , ومنه قولهم : أنا في ظِلك .
ومنه ظِلُ الجنة وظل شجرها , إنما هو سِترها ونواحيها .
وظل الليل : سَوادُهُ , لأنه يستر كل شيء .
وظل الشمس : ما سترته الشخوص من مَسقطها .
وأما الفيء فلا يكون إلا بعد الزوال ولا يقال لما قبل الزوال : فيء , وإنما سمي بعد الزوال فيئاً , لأنه ظل فاءَ من جانب إلى جانب , أي: رجع .
والفيء : الرجوع , وهذا كلام نفيس , والله أعلم .
أولاً : كيفية تكون الظلال :
الظل هو الظلام الذي يسببه جسم ما عندما يحجب الضوء من الوصول إلى سطح ما. فعندما تقف في ضوء الشمس يحجب جسمك بعض الضوء الذي كان يمكن أن يضيء الأرض، وهكذا يصبح ظلك منطقة مظلمة بشكل جسمك. فالأرض تلقي ظلاً على الفضاء لأنها تحجب بعض ضوء الشمس. ويظلم القمر خلال الخسوف القمري عندما يتحرك داخل ظل الأرض.
يقع الظل من جانب شيء ما مواجهًا لمصدر الضوء. وإذا كان مصدر الضوء أصغر من الجسم الحاجز، يكون الظل متساوي العتمة. أما المصدر الواسع للضوء فيعكس ظلاً قاتم المركز يسمى الظل الكامل. ويحاط الظل الكامل بمنطقة أقل قتامة تسمى الظل المشعشع. ويكون الظل قاتمًا لأن الشيء يحجز كل الضوء الموجَّه نحو السطح. أما الظل المشعشع فيظهر عندما يمر بعض الضوء خلال الشيء ويصل إلى السطح.
وفي ضوء الشمس الباهر، تبدو للأجسام ظلال مظلمة وواضحة. وفي الأيام المعتمة الضبابية تبدو الظلال باهتة. وفي مثل تلك الأيام يكون ضوء الشمس معتمًا، وتشتِّت الذرات المنتشرة في الهواء بعضًا من الضوء في الظلال مما يضيئها.
ثانياً :حركة الظلال (3)
كان دكتور مهندس يحيى وزيري قد نهج نهجا ًرائعاً في توضيح أسلوب حركة الظلال من خلال ثلاث سور قرآنية وهي بترتيب وجودها في المصحف الشريف :الرعد ,والنحل ,والفرقان .
فقد أوضح الله سبحانه وتعالى أسلوب حركة الظل إجمالاً في الآية الخامسة عشر من سورة الرعد
حيث ذكر ظلال الأشياء في الغدو ( أول النهار ) وظلالها في الآصال (آخر النهار) .
و من أوجه الإعجاز العلمي في آيات الظلال: الدقة العلمية وشمولية وصف حركة الظلال.
ثم إن القرآن الكريم قام بتوضيح وتفصيل هاتين الحركتين المتلازمتين
حيث تتحرك الظلال في الطبيعة بحركتين متلازمتين ومتطابقتين ومتزامنتين في وقت واحد , وقد وجدنا أن للقرآن الكريم نهجاً رائعاً في تفصيل كلا الحركتين في سورتين مختلفتين .
فأما الحركة الأولى : وهي حركة انتقال الظل من جهة الغرب إلى جهة الشرق وذلك لأنه عند طلوع الشمس من جهة الشرق صباحاً فكل الظلال تتجه على جهة الغرب , وبعد أن تعلو الشمس في السماء ثم تنتقل بعد منتصف النهار إلى جهة الغرب فغن كل الظلال تتجه إلى جهة الشرق وقد عبر القرآن عن ذلك في قوله تبارك وتعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ) [النحل : 48]
وأما الحركة الثانية : فهي متلازمة ومتزامنة مع الحركة الأولى وهي حركة امتداد وانقباض الظل , وبما أن الظلال تمتد في أول اليوم إلى جهة الغرب وتكون أطوال الظلال في أقصى طول لها وكلما ارتفعت الشمس في السماء حدث انقباض أي إنقاص من طول الظل حتى نصل إلى منتصف اليوم وهو وقت الزوال وقت صلاة الظهر فنجد أن طول الظل أقصر ما يمكن , وقد عبرت الآيات في سورة الفرقان عن هذه الحركة في قول الله سبحانه :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) ) [الفرقان : 45-46-47]
قال القرطبي: قال الحسن وقتاده وغيرهما: مد الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .
وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا: أي دائماً مستقراً لا تنسخه الشمس ,قال أهل اللغة : نَسَخَتِ الشمس الظِّل و انْتَسَخَتْهُ أَزالته , ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا: أي جعلنا الشمس بنسخها الظل عند مجيئها دالة على أن الظل شيء ومعنى، لأن الأشياء تعرف بأضدادها، ولولا الشمس ما عرف الظل.....
ومعنى كون الشمس دليلاً: أن الناس يستدلون بالشمس وبأحوالها في مسيرها على أحوال الظل، من كونه ثابتًا في مكان، زائلا عن آخر، ومتسعًا في موضع، ومتقلصًا في غيره؛ فيبنون حاجتهم إلى الظل واستغناءهم عنه على وفق ذلك؛ فجُعل امتداد الظل لاختلاف مقاديره، كامتداد الطريق وما فيه من علامات وإرشادات، وجُعلت الشمس - من حيث كانت سببًا في ظهور مقادير الظل - كالهادي في الطريق؛ فكما أن الهادي يخبر السائر أين ينزل من الطريق، فكذلك الشمس - بتسببها في مقادير امتداد الظل - تعرِّف المستدل بالظل بأوقات أعماله ليشرع فيها .
ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا: يريد ذلك الظل الممدود.. قَبْضًا يَسِيرًا أي: يسير قبضه علينا.... فالظل مكثه في هذا الجو بمقدار طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضاً....
وقد ذكر طائفة من المتخصصين بالإعجاز أن في هذه الآية دليلاً على دوران الأرض، لأنها لو كانت ثابتة لسكن الظل، ولم يتغير طولاً أو قصراً، كما تشير الآية إلى دور ضوء الشمس كمؤشر للظل نظراً لاختلاف نفاذية الضوء خلال الأوساط المادية المختلفة ولاختلاف الموقع الظاهري للشمس خلال النهار بسبب دوران الأرض حول نفسها بمعدل يؤدي إلى نسخ الظل تدريجياً بمقدار يتناسب مع مرور الزمن وليس دفعة واحدة , والله أعلم.
ومن الحقائق المسلم بها دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، والشمس هي المركز والدليل على حركة الأرض.
وإن دوران الأرض هي تغير طول ظل الأشياء , وإن حركة الظل هي دليل على حركة الأرض.
وإن كلمة (مدَّ) تعني تحرك بحركة غير مرئية بشكل مباشر إنما نرى آثارها وهذا بالضبط ما نراه في ظل الشيء على الأرض، وقدرة الله تعالى على تحريك هذا الظل تستطيع أن تجعله ساكناً، فالله تعالى حرَّك الظل ولو شاء لجعله ساكناً عديم الحركة، ولكن هل تستمر الحياة؟ ستكون الحالة هذه إما ليل دائم أو نهار دائم ولا تستقيم الحياة على الأرض في هذه الحالة. ثم أكد البيان الإلهي على أن مركز دوران الأرض هو الشمس بقوله: (ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً) ونحن نعلم بأن الدليل هو الشيء الذي تقاس الأشياء بالنسبة إليه إذن الشمس في مركز الدوران والأرض تدور من حولها.
وإن لقبض الظل معنيان:
[1] انتهاء الإظلال إلى غاية ما من النقصان بالتدريج.
[2] قبضه عند قيام الساعة بقبض أسبابه، وهي الأجرام المضيئة.
لامتداد الظل وانقباضه، وهي الظاهرة التي أشارت إليها الآية القرآنية المحورية في هذا الموضوع، فوائد جمة، نذكر أهمها فيما يلي:
تحديد مواعيد الصلاة في الإسلام، لأن الظل أثناء النهار، وأوقات الصلوات مرتبطة بارتفاع الشمس وانخفاضها تحت الأفق.
وقت الفجر:يدخل مع بداية الشفق الصباحي الذي يحدث حين تكون الشمس تحت الأفق الشرقي بمقدار معلوم.
وقت الظهر :يدخل عندما تكون الشمس ناحية الجنوب، أو في أقصى ارتفاع لها خلال النهار، وهو الوقت الذي يكون ظل الشيء أقصر ما يمكن.
وقت العصر:يدخل عندما يبلغ ظل الشيء مثله، أو مثليه (في المذهب الحنفي)، مضافاً إليه طول ظله عند الظهر .
وقت المغرب:يدخل عند اختفاء قرص الشمس تماماً تحت الأفق الغربي، ويزول ظل الشيء نتيجة لاختفاء أشعة الشمس.
وقت العشاء :يدخل عند اختفاء الشفق المسائي، حين تكون الشمس تحت الأفق الغربي بمقدار معلوم.
ثالثاً : الإعجاز القرآني في آيات الظلال :
قال الله سبحانه : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) الآية.
إن التنبيه على مد الظل هو في حد ذاته إعجاز لأن الأشعة الشمسية تصل إلى الأرض متوازية لأن الشمس بعيدة جداً عن الأرض حوالي مائة وخمسون مليون كم
فلو نظرنا إلى ظل شجرتين متساويتين في الطول فنجد أن طول الظل يختلف من خط عرض إلى آخر لاختلاف زوايا سقوط الشمس , فلو كانت الأرض مستوية لتساوت الظلال ولكن لأن الأرض كروية فقد اختلفت أطوال الظلال .
إذن التنبيه على مد الظل ودراسة أطوال الظلال في الكرة الأرضية يثبت أن الأرض كروية وهذا الذي جاء به القرآن .
كما أن دراسة وتأمل انتقال الظل من جهة إلى أخرى يدل على شيء من أمرين :
إما أن الأرض ثابتة في المركز والشمس تدور من حولها .
وإما أن الأرض تدور محورها .
ويطرح السؤال نفسه , هل أشار القرآن إلى أن الأرض هي التي تدور حول محورها ؟
نعم وذلك في قوله تعالى : ( ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ) أي جعلنا الشمس دليل على الظل , وكما نعلم أن الدليل هو الذي تنسب إليه الأشياء فلا يمكن أن يكون الدليل هو الذي يتحرك حول الأرض , فالقرآن وصف الشمس بأنها دليل وهذا ينقد الأمر الأول وهو أن الشمس تتحرك حول الأرض وهذا يعني أن الأرض تدور حول محورها , وانظر إلى تفوق القرآن على العلم، فالعلم يسمي الشمس بمركز الدوران، بينما القرآن سمى الشمس بالدليل، أي النقطة التي يُقاس بالنسبة إليها لأن الشمس تتحرك وتدور أيضاً، وليست ثابتة: (وكل في فلك يسبحون)[يس: 40] (6)
وصف قبض الظل بالقبض اليسير :
فأما القبض في اللغة معناه : الأخذ .
وأما القبض المقصود في الآية فمعناه : أي إزالة الظل بإنقاص طوله .
وكما قدمنا أن الظلال تكون أطول ما يمكن في أول النهار , وكلما ارتفعت الشمس في السماء نقص طول الظل حتى تصل إلى وقت الزوال وهو وقت صلاة الظهر وفي هذه الحالة يصل طول الظل إلى أقصر مسافة ممكنة , وهذا معناه أن قبض الظلال يتم في وقت يساوي نصف طول النهار .
وأما معنى اليسير في اللغة : السهل أو القليل .
فهل المقصود ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً ؟ أي سهلاً ؟ أم قليلاً ؟
إن وجه الإعجاز هو استخدام القرآن لهذه الكلمة التي تعطي هذان المعنيان .
ووجد الباحثين في دراستهم لقبض الظل من المنطقة الاستوائية حتى المنطقة القطبية أن :
قبض الظل بمعنى إنقاصه أو إزالته يستلزم في المنطقة الاستوائية ست ساعات فقط لأن طول النهار في المنطقة الاستوائية 12 ساعة وهذا يعني أن قبض الظل في هذه المنطقة يكون يسيراً بمعنى سهلاً .
أما قبض الظل عند المنطقة القطبية الشمالية أو الجنوبية يستلزم حوالي ثلاثة شهور لأن طول اليوم في المنطقة القطبية ستة شهور وهذا يعني أن قبض الظل في هاتين المنطقتين يكون يسيراً بمعنى قليلاً .
من أنبأ محمد صلى الله عليه وسلم بهذا ؟
من أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم بهذا ؟ إنه الله جل في عُلاه .
الإعجاز في ذكر الليل والنهار بعد آيتي الظل الممدود :
قال الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) ) [الفرقان : 45-46]
تتحدث الآيتين عن الظل الممدود والظل الساكن وقبض الظل ثم جاءت الآية السابعة والأربعين تقول : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)
ما العلاقة بين الظل الممدود وطول الليل والنهار ؟
توجد علاقة طردية بين الظل الممدود وطول الليل وتوجد علاقة عكسية بين الظل الممدود وطول والنهار
في فصل الشتاء تكون أطوال الظلال كبيرة مقارنة بالصيف وكذلك يكون طول الليل في الشتاء أكبر من طول الليل في الصيف
إذن هناك علاقة طردية بين طول الظل وطول الليل , فسبحان الله إن ذكر الليل بعد آيتي الظل الممدود هذا في حد ذاته إعجاز لأنه توجد علاقة طردية بين الظل الممدود وطول الليل , وبالله التوفيق .
قال رب العالمين في كتابه الكريم :
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ [يس : 56]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ [المرسلات : 41]
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من المتقين , و أن نكون من أصحاب اليمين , في ظل ممدود تحت ظلال أشجار جنة الخلود , وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله .